هناك ، كما قلنا ، ذاكرتان متميزتان جذرياً . الأولى مثبتة في
الجسم ، ليست سوى مجموعة الأوليات المعدة بذكاء ، والتي
تتضمن رداً مناسباً على مختلف التساؤلات الممكنة ، وهي تعمل بحيث تتكيف مع الوضع الحاضر ، وبحيث تمتد الأفعال للتحول الى ارتكاسات متحققة أحياناً ، وناشئة أحياناً أخرى ، إنما مناسبة دائماً بوجه أو بآخر منها عادة أكثر منها ذاكرة ، وهي تمثل تجربتنا الماضية ، ولكن من دون أن تستدعي الصورة . والثانية هي الذاكرة الحقيقية ، فهي متحدة مع الوعي ، تحفظ وترتب حالاتنا كافة وفقاً لتوالي حدوثها ، تاركةً لكل حدث مكانه ، وبالتالي معينة تاريخية وتتحرك حقاً في الماضي المعروف ، وليس مثل الأولى ، في حاضر يتكرّر باستمرار ( هنري برغسون ، المادة والذاكرة ) . حلل وناقش
إرسال تعليق